العقاقير الطبية

1- العقاقير المنومة ( الباربيتورات )
اكتشفها عام 1862 الفرد باير وأطلق عليها هذا الاسم اذ يقال ان اكتشافها صادف عيد القديسة باربرا في 4 ديسمبر 1862 وهي (أملاح الباربيتوريك) ، واول مادة عزلت من هذه الأملاح هي الباربيتون المعرف باسم (فيرونال) الذي دخل الاستعمال الطبي عام 1903 ثم توالى اكتشاف الباربيتورات الاخرى ، فقد اكتشف ال (لومينال) عام 1912 و ال (اميتال) في 1923 و ال (السيكونال) عام 1930 وال(بنتونال) 1935 حتى اكتشفت العشرات من أملاح الباربيتورات(2) .
وهي مجموعة تهبط الجهاز التنفسي والعصبي وتستخدم كمهدئات ومنومات لعلاج حالات الأرق والتوتر وكمخدر قصير المفعول ، وكان هناك (50) نوع تقريبا من هذه المجموعة أما ألان فلم يعد هناك سوى (12) نوعا منها فقط وتتميز بخطورتها على المتعاطي وسرعة إدمانها ومنها اموباربيتال ، بنوباربيتال ، سيكوباربيتال . وتوجد على أقراص وحق وشراب .
ويميل متعاطي هذا النوع من العقاقير إلى زيادة الجرعة بمرور الوقت للوصول الى النشوة المطلوبة مما يزيد من احتمالات حدوث التسمم لارتفاع المضاعفات الجانبية. ويعادل تأثيرها مفعول الأفيون والمورفين .

-2 العقاقير المنشطة 
أ- الامفيتامينات 
اكتشفها (ادليانو) عام 1887 ، وأول من اكتشف خصائصها العلاجية جوردن اليس عام 1928 واستعملت كبخاخ لعلاج التهاب أغشية الأنف المخاطية تحت اسم (بنزدرين) كاسم تجاري للدواء . وفي عام 1935 صنعت على شكل أقراص ثم استخدمت لعلاج الاكتئاب ، وخلال الأربعينات من القرن العشرين استخدمها الطلاب لمقاومة النوم أثناء الدراسة . وخلال الحرب العالمية الأولى صرفت أقراص الامفيتامين بصورة رسمية لجنود الجيش الأمريكي وقدر ما صرف منها للجنود ب (180 ) مليون قرص وكذلك فعل الألمان واليابانيون مع جنودهم . وبعد انتهاء الحرب استمر تعاطي الامفيتامين في هذه الدول وقدر عدد متعاطيها في اليابان عام 1954 بمليون ونصف إنسان ، وتمكنت الحكومة اليابانية من القضاء على هذا الوباء عام 1960 . أما في الولايات المتحدة فقد كانت المشكلة أكثر تعقيد منها في اليابان حيث انتشر استنشاق البخاخ وعندما منعت القوانين ذلك عمد المتعاطون إلى كسر البخاخ واستنشاق المادة المشبعة بالامفيتامين . ثم صنع البخاخ من مواد غير قابلة للكسر وانخفضت نسبة المتعاطين عام 1959 عندما حرم استخدام البخاخ إلا بوصفة طبية . وفي عام 1960 انتشر تعاطي الامفيتامين بالحقن في الوريد ولم تنخفض نسبة المتعاطين إلا بعد عام 1970 عندما منع صرف الامفيتامين طبيا وشددت القوانين من قبضتها على صناعته .

هذا النوع من المنبهات للجهاز العصبي يحدث نوعا من النشاط والحيوية في الجسم كله في بداية استعمالها مما يعطي الشخص مزيدا من الثقة ولكن مع كثرة الاستخدام وزيادة تنبيه العصب السمبتاوي ينتج تدمير الخلايا العصبية ، وقد تستخدم مثل هذه المنشطات في تركيب بعض الأدوية التي تستخدم كمنشطات جنسية والتي يدخل فيها أيضا دواء منشط ومنبه آخر هو ( ستركنين ) وهو من الأدوية التي يمكن أن تؤثر على خلايا المخ وتسبب تشنجات إذا زادت جرعاته في الجسم ، ويضاف عليها زيت جوزة الطيب الذي يحتوي على مادة الميرستين وهو مركب خطير وله مضاعفات جانبية لها تأثير منشط على الجهاز العصبي والحالة النفسية خاصة في حالات الإحباط والاكتئاب ، وتؤثر على الشهية وتسبب فقدان الوزن .

ب- الاكستازي أو الأيس 
صنع الاكستازي منتصف سبعينات القرن العشرين من قبل بعض الكيميائيين الذين يعملون في معامل غير قانونية ، وتم تحضيره لأول مرة في كوريا واليابان ثم انتقل إلى الفلبين وجزر هاواي في أواخر السبعينات حتى وصل إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية باسم الأيس عام 1989 وقد سمي بذلك لأنه يشبه كريستالات الثلج المجروش ، و الاكستازي منبه للجهاز العصبي وله تأثيرات بدنية ونفسية وعصبية شبيهة بتلك التأثيرات التي يحدثها الكوكايين . وقد حدثت بعض حالات الوفاة عند بداية صنع الاكستازي نتيجة تكون مواد سامة مثل باراميثامفيتامين السامة .

ومدمني الاكستازي يفضلونه لأنه يزيد من حيوية ونشاط الجسم بشكل عام مع شعور المتعاطي بالسعادة والحضور في بداية تناوله مع ازدياد الإحساس بوجود طاقة داخلية كبيرة . ويتم تعاطيه في بداية الأمر عن طريق المضغ أو الاستنشاق وعند الإدمان على تعاطيه يفضل المدمن تدخينه أو عن طريق الحقن أو تناول أقراصه أو كبسولاته .
وتتمثل الآثار السلبية للاكستازي في الشعور بالنشاط الزائد عن اللزوم وميل إلى العدوانية والشك في كل الناس وضيق في التنفس وارتفاع درجة الحرارة مصحوب بغثيان وقيء وبعد ذلك تأتي مرحلة النوم الطويل التي تصل إلى 24 أو 48 ساعة

3-
عقاقير الهلوسة  وتشمل هذه المجموعة المسكالين ، داي ميتيل ، ترديباتمين ، فينسيكيلدين ، الأسيد LCD وغيرها . وهذه المواد من أقدم العقاقير التي استخدمت من قبل الإنسان للتأثير على مزاجه وسلوكه ، وكثير منها موجود في الطبيعة ويشتق من مواد طبيعية مثل بعض النباتات وبعض الفطريات التي كانت تستخدم لأغراض طبية ، أحيانا لإقناع الناس بأغراض السحر والشعوذة أو لإغراض الطقوس الدينية ، أما في العصر الحديث فقد تم تصنيع هذه العقاقير من مواد مختلفة لها تأثير أقوى من هذه المواد الطبيعية .
ولم يتم التوصل حتى ألان إلى جميع الآثار الجسدية والنفسية التي تحدثها عقاقير هذه المجموعة على متعاطيها ، وحتى الاسم الذي يطلق عليها (عقاقير الهلوسة) غير دقيق لان بعض أدوية هذه المجموعة لا تسبب الهلوسة . لكن هناك بعض الآثار السلبية المشتركة لجميع الأدوية منها التسمم إذا أخذت بكميات كبيرة ، أما إذا كانت الجرعات قليلة فإنها تسبب تغير حاد في المزاج و الإحساس والأفكار التي تراود الإنسان هذا من الناحية النفسية . أما من الناحية البدنية فإنها تسبب سرعة نبضات القلب وارتفاع في ضغط الدم مع اتساع حدقة العين ويمكن اكتشاف بعض هذه المواد في جسم المتعاطي بتحليل عينة من البول مثل مادة فينسيكيلدين (PCP) حيث يمكن أن تكتشف آثارها بعد سبعة أيام من تعاطيها .


الأسيد LCD
يعد هذا الدواء من أقدم المواد التي تمت دراستها في هذه المجموعة ، وقد صنع عام 1938 من قبل الباحث الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان ويستخرج من فطر الجودر، وبعد تصنيعه يكون مادة بلورية قابلة للذوبان في الماء والكحول(2) . واكتشف تأثيرها كمادة مهلوسة عام 1943 عندما تناولها مكتشفها د. هوفمان بالصدفة .
ويحضر هذا الدواء على شكل أقراص أو كبسولات أو سائل نقي أو على شكل مكعبات صغيرة من الجيلاتين أو طوابع مغموسة بالدواء يتم لعقها أو لصقها على الجلد . وهو عديم اللون والرائحة وله تأثير واضح على جسم الإنسان يتمثل في اتساع حدقة العين وسرعة نبضات القلب وزيادة نسبة السكر في الدم مع إحساس بالغثيان وانخفاض في درجة حرارة الجسم ، وخلال الساعة الأولى من تناول العقار يشعر المدمن بتغير حاد في مزاجه وإحساسه مع وجود هلوسات بصرية وسمعية ثم تنتابه بعد ذلك حالة عدم الإحساس بالوقت والمكان مع اضطراب في استقبال الأشياء بحجمها وصوتها الحقيقي حيث يمكن أن يرى تمثالا لكلب صغير فيراه أسدا، ويسمع صوتا فيعتقد انه صراخ ، ويمتد هذا الاضطراب إلى حركة الأشياء فإذا تحرك احد خطوة نحوه يمكن أن يظنه يهم بقتله فيؤذيه ، ويحدث لديه اضطراب في حاسة اللمس واضطرابات مختلفة في الحواس الأخرى
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق